top of page
Search
  • Writer's pictureد. حسين غلام

لماذا تخصص الإصابات الرياضية؟

Updated: Jun 21, 2020

يعد تخصص الطب الرياضي والإصابات الرياضية من أحد فروع الطب الرئيسية والتى تتركز محاوره بالبحث والتحليل والعلاج لكافة التطورات والتغيرات الوظيفية الناتجة عن النشاط البدني المصاحب للرياضات المختلفة ، سواءاً كان تطبيق هذه الانشطة فى الظروف العادية او المختلفة لذلك يترتب على الرياضيين الجاهزية التامة لما قد يطرأ من تغيرات خارجية او عوامل داخلية والتي بدورها قد تكون سبباً في حدوث الإصابة ، يبحث هذا التخصص ايضاً عن العلاقات التطبيقية لمختلف الفروع الطبية كافة أثناء ممارسة النشاط الرياضي وذلك لوضع القواعد الطبية الصحيحة لممارسة هذه الرياضات ولتجنب حدوث مضاعفات مرضية مستقبلية لاسمح الله.


هنالك عوامل عدة ويصعب حصرها هنا والتي أثبتت بحثياً علاقتها المباشرة بوقوع الإصابات او العودة الى مستويات ماقبل الإصابة ولعل أبرزها هي التأثيرات والجوانب النفسية التي قد يتعرض لها الرياضيون بعد العودة لممارسة الرياضة وذلك بعد إنقطاع طال بسبب إصابة ما والخوف والقلق الذي قد يصاحبهم من عدم العودة الى مستويات ماقبل الإصابة ولايهمل تأثير الجانب الإعلامي أيضاً والرضى الجماهيري حيث أنها تعد من ابرز العوامل المؤثرة سلباً على نفسية الرياضيين للعودة لمستوياتهم السابقة والمتميزة ، ومن العوامل المؤثرة ايضاً على أداء الرياضيين والتي قد تكون سبباً غير مباشر لحدوث الإصابة هو التغيير الجغرافي أو المناخي لبيئة الرياضيين فمن كانت إستعداداتهم في أجواء باردة ورطبة تصعب عليهم المنافسة في بيئة جافة وحارة والعكس صحيح لذلك قد يجتمع رأي الكثير من المختصين على أن المناقسات على أرض الوطن قد تكون عالية الأداء والهمة وذلك ليس فقط لوجد الدعم الجماهيري الذي قد يحفز الجانب النفسي للاعبين ولكن لتوافق الأجواء المناخية في تلك المنافسة مع فترة الإعداد المسبقة.


يعمل الطب الحديث حالياً على تطوير مجالات التحليل الحركي الإكلينيكي لحدوث الاصابات ومنعها وذلك بإستخدام تقنيات حديثة والتي من أبرزها التصوير الثلاثي والثنائي الأبعاد للحالات المرضية والتي بدورها التشخيصي ترسم صورة واضحة الأبعاد عن كيفية وقوع أغلب الإصابات ويتم من خلالها وضع البرامج التأهيلية المناسبة للحد من وقوع مثل هذه الإصابات في المستقبل وأمثلة البرامج التأهيلية المختلفة كثيرة ولعل أهمها هو التقوية والموازنة العضلية ، تمارين الاتزان ، تمارين المرونة ، تمارين السرعات العالية واللياقة البدنية ، وتمارين التوافق العضلي العصبي للرياضيين.


وفي بيئتنا الرياضية تجد أن اللاعب الرياضي يمتلك ثقافة الإصابات الرياضية على وجه العموم وذلك لوجود الخبرة الرياضية الكافية والتي قد تؤهله أحياناً في شرح بعض التفاصيل الدقيقة حول كيفية وقوع الاصابة ذاتها ولكن مالايملكه هو ثقافة الحد من وقوع مثل هذه الإصابات في المستقبل وهذا هو الأشمل حيث أن ذلك قد يصعب أحياناً على بعض الممارسين الصحيين الغير مختصين في مجال الإصابات الرياضية خصوصاً ان بعض تلك الإصابات أثبتت أنها قد تنهي مستقبل الرياضيين أو قد تؤثر سلباً على مستوياتهم بعد العودة من تلك الإصابات ومثال ذلك إصابة تمزق الرباط الصليبي الأمامي في مفصل الركبة.


لذلك وفي الوقت الحالي تتجه اغلب الأبحاث وبرامج الاعداد والتأهيل على التركيز على خفض مستويات الإصابة للرياضيين وذلك من خلال برامج وقائية محددة واختبارات اكلينيكية تحدد مدى احتمالية تعرض الرياضيين للاصابات لاسمح الله وهذا هو الانفع والاشمل للرياضيين فدرهم وقاية خير من قنطار علاج ، ولكن يجب الحرص على متابعة هذه البرامج وتطبيقها من قبل المختصين في برامج الإصابات الرياضية.


د. حسين صالح غلام

أستاذ الإصابات الرياضية المساعد واستشاري العلاج الطبيعي

Twitter: @Hussain_pt


188 views

Recent Posts

See All
bottom of page